الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته
والحمد لله الذي ذل كل شيء لعزته
والحمد لله الذي خضع كل شيء لملكه
والحمد لله الذي استسلم كل شيء لقدرته
سبحانه وتعالى
كأنه ينادي على عبده ويقول :
يا عبدي مالذي زهدك فىّ ورغبك في غيري
عبدي أنا أتقرب إليك وتهرب عني
وأطلبك وتفر مني
عبدي بسط لك غرور الدنيا فاشتغلت بها عني
وآثرتها عليّ وزهدت في سعت رحمتي
أهكذا يفعل المطيعون بأربابهم المحسنين إليهم
عبدي من الذي سترك وحفظك ووقاك
هل كان لك شركة في نفسك معي أم هل كانت لك قوة بنفسك عليّ
عبدي مالذي قصرك عن عبادتي
مالذي زهدك في طاعتي
أين أنت من هادم اللذات
أين أنت من نواح الآباء والأمهات
أين أنت من المفرق بين البنين والبنات
أين أنت من قاصم الجبارين الوكل بأرواح المخلوقين
عبدي أليس قد اضمحلت آثار الماضين
ودرست معالم السالفين
واتبع آثار الباقون
ومن ذا الذي ينفع دوام الأبد غيري
عجزت عن الخلود الجبال الراسيات
والأطوار العاليات والبحار الطاميات
أنا الذي تفرت بالبقاء
وحكمت على عبادي في الفناء
أنا الله لا إله إلا أنا لا شريك معي في ملكي
ولا نظير لي في حكمي
ولا ضد لي في سلطاني
***********************
فيا عبد الله ويا أمة الله
هل دخلت محكمة من محاكم الدنيا ؟
وهل رأيت حضور القاضي والقضاة
والمحامين والمتهم والحاضرين ؟
ثم أتذكر حالك وحالي و حال الحاضرين عندما نادى المنادي
محكمة
فسكت الجميع وبدأ القاضي يناقش المتهم و انبرى المحامي في الدفاع عن المتهم
وكيف يكون شأنك وشأن الحاضرين عندما نطق القاضي بالحكم على المتهم
الجوارح ساكته و القلوب خاشعه والأعين ناظرة والألسن ساكتة
هذا والحكم في الدنيا على غيرك فكيف لو كان الحكم عليك أنت
والإحتمالات موجوده
هذه محكمة الدنيا محكمة البشر الضعيف العاجز الجاهل
فهل تصورن حالك عدما تأخذك الملائكة للعرض على المحكمة اللإلهية
القاضي هو الحكم العدل أحكم الحاكمين وخير الحاكمين
الشهود رب العالمين والأنبياء والمرسلون والملائكة وقرين العبد من الجن وماله
والأرض التي مشى عليها والأيام التي عاشها وأعضاء جسده
فالمحكمة لا تقبل رشوه ولا وساطة ولا استئناف ولا تبديل لأحكامها ولا تغيير لقضائها
ويبدأ تنفيذ الحكم فور النطق به دون تأجيل أو تأخير بل إن الحكم يظهر على الجاني قبل أن
يذهب الى المحكمة وأثناء سيره إليها
***********************
ماخلق الله الخلق سدى وهملا إنما خلق الله الخلق ليعبدوه و يوحدوه
بسم الله الرحمن الرحيم
((وما خلقنا السماء و الأرض وما بينهما لاعبين ولو أردنا أن نتخذ لهوا لأتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون و له من السموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون في الليل والنهار لا يفترون ))
وقال أحكم الحاكمين
((أيحسب الإنسان أن يترك سدى ألم يك نطفة من منى يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى ))
*****************************
أسال الله أن لا يخزينا يوم العرض عليه وأن يدخلنا الجنة بغير محاكمة
C.tesi قub. 23, 2008 6:18 pm
